لا يخفى علينا اليوم أن العمل الساسي و الأحزاب في المغرب باتت تتوفر على قاعدة شبابية مهمة , لكن هل الشباب واعي و عارف بماهية العمل الحزبي و النضال السياسي ؟ هل انضمام الشباب للمشهد السياسي يأتي عن اقتناع بمبادئ الحزب الفلاني أو الحزب العلاني ؟ و هل هي مسئلة نضال أم مسئلة نفاق حقير للوصول إلى أهداف معينة ؟, فأجي تفهم إلى مفهمش .
أولا و قبل الدخول في صلب الموضوع نحتاج إلى تعريف لمفهوم و مصطلح "الحزب" , فهذا الأخير هو تنظيم يمنح العمل السياسي شكله الأكثر عقلانية وقدرة على التعبير عن مطالب المواطنين في الدولة الحديثة، فالأحزاب بصورتها الحداثية نشأت لتحل محل التعبيرات القديمة القائمة على الاحتماء بالعشيرة أو القبيلة أو الطائفة، ولتتعامل مع الناس بصفتهم المواطنية، وهي تجمع بين الأفراد على أساس الانتماء لتصور سياسي/أيديولوجي محدد، يساعد على تأطير جماهير الناس من أجل التعبير عن تصوراتهم، وتحويلها إلى برامج فعلية، قابلة للتنفيذ عند الوصول إلى الحكم، عبر الآليات الديمقراطية المعروفة، ونعني بها الانتخابات، أولاً وأخيراً.
ندخل صلب الموضوع و نبدئ الإجابة على الأسئلة السابقة :
1- هل انضمام الشباب للمشهد السياسي يأتي عن اقتناع بمبادئ الحزب الفلاني أو الحزب العلاني ؟ : فما لاحظته في القاعدة الشبابية للأحزاب السياسية و خصوصا في مدينة تطوان أن غالبية الشباب ينضمون للأحزاب السياسية بدون أي معرفة مسبقة للأديولوجيها و توجهاتها , أي أن ذالك الإنضمام لا يأتي عن قناعة , إذن لماذا الإنضمام ؟ بالنسبة لي - لغاية في نفس يعقوب - و سنتطرق لتلك الغاية في السؤال الموالي .
2- العمل الحزبي بالنسبة للشباب هل هو مسئلة نضال أم مسئلة نفاق حقير للوصول إلى أهداف معينة ؟ : النضال السياسي هو أسلوب كفاحي يعبر عن التوجه السياسي أو الفكري لمجموعة ما , وكون بعض الشباب ينضمون للأحزاب ليس بنية النضال بل بنية و شعار ( نَاكُولْ العَطَة معا هاد الحِزْبْ ) ما المقصود ؟ المقصود هنا هو ربح المال و ربح فرصة عمل , بدون أي مجهود يذكر و بعيدا عن النضال .
النتيجة الحتمية لكل ما ذكر سابقا هو أن الأحزاب السياسية تنتج جيلا جديدا من الفاسدين و المنافقين , الذين لا علاقة لهم لا بالنضال و لا العمل الحزبي و لا سيدي بوزكري .
و رسالتي للشباب المتحزب أن لا تستخدموا كلمة مناضل , فلستم أهلا لها , و رسالتي للأحزاب أن يتوقفوا عن إنتاج جيل جديد من الفاسدين , فليس الحكمة في الكثرة بل الحكمة في جودة العقول .
ملاحظة : هي مقالة و رسالة للبعض و ليس الكل , و الله المستعان
ملاحظة : هي مقالة و رسالة للبعض و ليس الكل , و الله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق