كنت من قبل أجهل الكثير
الكثير عن سبب تأخر المغرب و سبب الجهل و سبب فقر شعبه و سبب أمية أطفاله قبل
شيوخه و سبب فساده الإداري و المالي , كنت أجهل من يحكم و في من يتحكم , كنت أجهل
بحقوقي كمواطن .
و الآن بعد محاولتي لفهم ما لم أكن أفهمه وجدت
أن حقي في هذا الوطن يتلخص في حق التسجيل في اللوائح الانتخابية و حق التصويت , وجدت أن من يحكم هم مجموعة من الأميين
جاء بهم الزمن و جاءت بهم أمواج الفساد العاتية إلى ضفاف مملكة الفقراء , وجدت أن
المواطن البسيط ليس سوى بقرة حلوب يتحكم و يحكمها خدام الدولة , و جدت أن الوعود
بالإصلاح تحدث لها التعرية و تندثر و لا يبقى منها إلى من قالها , و جدت أن الأمية
لا سبب و لا ظروف لها فهي فقط سياسة , و وجدت أن من مصلحة الدولة إنتاج جيل أمي لا
يعرف لا القراءة و لا الكتابة و لا يعرف حقوقه , و جدت أن سبب فقر هذا الشعب هو
أنه يعامل معاملة اللاجئ في وطنه , و أن لا حق له في وطن خدام الدولة , وجدت أن
السياسة و بعض الأحزاب تنتج كل مرة نخبة فاسدة تستمر في حلب الوطن و المواطن , و
في الأخير وجدت أن الفساد هو ميراث يتنقل من جيل إلى جيل .
نعم حاولت أن أفهم ما لم أكن أفهمه, لكن حينما
فهمت ندمت على تلك المحاولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق