الأربعاء، 10 أغسطس 2016

أجي تشوف : هل الحكومة و نظام الحكم المغربي هو سبب تخلف هذا الشعب أم المشكل في الشعب نفسه ؟



من البديهي أن يسأل المواطن العادي المغربي عن سبب تأخر المغرب اقتصاديا و تأخره في التعليم و الصحة و تفاقم الفقر و البطالة و ارتفاع حجم الديون الخارجية و الداخلية على حد سواء و تفشي الفساد و الريع السياسي , و حتى نوضح لكم الصورة من كل الزوايا ندعوكم إلى التمعن في هذا المقال المختصر و الذي من خلاله سنقوم بمقارنة بسيطة بين ثلاث بلدان ألا و هي المغرب و كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية و  سنجيب عن سؤال بسيط و هو هل الحكومة و نظام الحكم المغربي هو سبب تخلف هذا الشعب أم المشكل في الشعب نفسه ؟
قبل البداية يجب أن نعلم أن شبه الجزيرة الكورية كانت مستعمرة يابانية قبل هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية و انسحابها من كوريا و هنا كانت نقطة الصفر و نقطة الانطلاقة , فانقسمت شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية , دولتان و شعب واحد , نظامان و أمة واحدة , و ما أريد من القارئ أن يفهمه أنه سنة 1948 و كنتيجة للحرب الباردة انقسمت شبه الجزيرة إلى دولتين الأولى رأسمالية و ثانية شيوعية , و بانتقالنا إلى مؤشرات الدخل الفردي المعترف بها حاليا فسنجد أن معدل الدخل الفردي السنوي في كوريا الجنوبية يقدر ب 27340 دولار للفرد و أن اقتصاد كوريا الجنوبية يصنف من أقوى اقتصاديات العالم و أن علاماتها التجارية تجتاح بلداننا في كل القطاعات من السيارات إلى التكنولوجيا الحديثة و يكفي أن نذكر SAMSUNG  و KIA  و HYUNDAI , أما معدل الدخل الفردي السنوي في جارتها الشمالية هو 1800 دولار أي أنه من أضعف المداخيل الفردية عالميا , و حيث أن الشعب الكوري الشمالي يعيش في فقر مدقع , و هو لا يبعد كثيرا عن الدخل الفردي للمواطن المغربي حيث يقدر ب 3190 دولار , إذن ما هو سبب تأخر كوريا الشمالية عن جارتها الجنوبية ؟ و كما قلنا في السابق أنهما شعب واحد , سأجيبكم و أقول أن السبب وراء تأخر الشماليين هو نظام الحكم الذي لم يولي أي اهتمام لا للتعليم و لا للصحة و لا للفقر و لا لشعبه بصفة عامة  , عكس نظام الحكم في جارته الجنوبية الذي يسبقهم و يسبقنا بسنوات ضوئية ,  و إذا أسقطنا هذا التحليل للكوريتين على حالة المغرب سنجد أن سبب تأخر هذا البلد و سبب تصنيفنا ضمن دول العالم الثالث و سبب فقر شعبنا و جهله راجع إلى نظام الحكم الذي يمكن أن نشبهه بنظام الحكم في كوريا الشمالية , و ليست العلة في الشعب المغلوب على أمره , فمثلا كيف لبرلماني أو وزير لا يتعدى مستواه التعليمي السادس ابتدائي أن يضع و يصوت على قوانين في مجال التعليم و الاقتصاد و الصحة و هو في الأصل أمي جاهل و غبي ؟ , إذن فسياسة نظام الحكم في المغرب تتركز على وضع مصير الأمة بين يدي أحزاب استرزاقيه و نواب أميين و نائمين , و حكومات تدخل ببرامج انتخابية ضخمة من محاربة الفساد إلى رفع نسبة النمو و القضاء على الفقر و محاربة الأمية , فتنتهي بمحاربة – الميكا - .

خلاصة القول و خير الكلام ما قل و دل فالوضع الحالي للمغرب كارثي بكل المقاييس من ارتفاع لحجم الدين الخارجي للمملكة حيث بلغ 146,87 مليار درهم متم شهر مارس 2016 و تأخر التعليم و مشكل الصحة و التوظيف و النقل و الريع و الفساد و مشكل خدام الدولة و الغلاء في المعيشة و تجارة المخدرات و مشكل التهريب من باب سبتة و مليلية و وجدة على الحدود مع الجزائر , كل هذه المشاكل هي ليست سوى نتائج لسياسات يضعها النظام و تنشرها الأحزاب بهدف الاستمرار في استغلال هذا الوطن و المواطن .
بقلم : سفيان نكاد
المصادر : 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق