من البديهي أن يسأل المواطن العادي المغربي عن سبب تأخر
المغرب اقتصاديا و تأخره في التعليم و الصحة و تفاقم الفقر و البطالة و ارتفاع حجم
الديون الخارجية و الداخلية على حد سواء و تفشي الفساد و الريع السياسي , و حتى
نوضح لكم الصورة من كل الزوايا ندعوكم إلى التمعن في هذا المقال المختصر و الذي من
خلاله سنقوم بمقارنة بسيطة بين ثلاث بلدان ألا و هي المغرب و كوريا الشمالية و
كوريا الجنوبية و سنجيب عن سؤال بسيط و هو
هل الحكومة و نظام الحكم المغربي هو سبب تخلف هذا الشعب أم المشكل في الشعب نفسه ؟
قبل البداية يجب أن نعلم أن شبه الجزيرة الكورية كانت مستعمرة
يابانية قبل هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية و انسحابها من كوريا و هنا
كانت نقطة الصفر و نقطة الانطلاقة , فانقسمت شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين كوريا
الشمالية و كوريا الجنوبية , دولتان و شعب واحد , نظامان و أمة واحدة , و ما أريد
من القارئ أن يفهمه أنه سنة 1948 و كنتيجة للحرب الباردة انقسمت شبه الجزيرة إلى
دولتين الأولى رأسمالية و ثانية شيوعية , و بانتقالنا إلى مؤشرات الدخل الفردي
المعترف بها حاليا فسنجد أن معدل الدخل الفردي السنوي في كوريا الجنوبية يقدر ب
27340 دولار للفرد و أن اقتصاد كوريا الجنوبية يصنف من أقوى اقتصاديات العالم و أن
علاماتها التجارية تجتاح بلداننا في كل القطاعات من السيارات إلى التكنولوجيا
الحديثة و يكفي أن نذكر SAMSUNG و KIA و HYUNDAI , أما معدل الدخل
الفردي السنوي في جارتها الشمالية هو 1800 دولار أي أنه من أضعف المداخيل الفردية
عالميا , و حيث أن الشعب الكوري الشمالي يعيش في فقر مدقع , و هو لا يبعد كثيرا عن
الدخل الفردي للمواطن المغربي حيث يقدر ب 3190 دولار , إذن ما هو سبب تأخر كوريا
الشمالية عن جارتها الجنوبية ؟ و كما قلنا في السابق أنهما شعب واحد , سأجيبكم و
أقول أن السبب وراء تأخر الشماليين هو نظام الحكم الذي لم يولي أي اهتمام لا
للتعليم و لا للصحة و لا للفقر و لا لشعبه بصفة عامة , عكس نظام الحكم في جارته الجنوبية الذي يسبقهم
و يسبقنا بسنوات ضوئية , و إذا أسقطنا هذا
التحليل للكوريتين على حالة المغرب سنجد أن سبب تأخر هذا البلد و سبب تصنيفنا ضمن
دول العالم الثالث و سبب فقر شعبنا و جهله راجع إلى نظام الحكم الذي يمكن أن نشبهه
بنظام الحكم في كوريا الشمالية , و ليست العلة في الشعب المغلوب على أمره , فمثلا كيف
لبرلماني أو وزير لا يتعدى مستواه التعليمي السادس ابتدائي أن يضع و يصوت على
قوانين في مجال التعليم و الاقتصاد و الصحة و هو في الأصل أمي جاهل و غبي ؟ , إذن
فسياسة نظام الحكم في المغرب تتركز على وضع مصير الأمة بين يدي أحزاب استرزاقيه و
نواب أميين و نائمين , و حكومات تدخل ببرامج انتخابية ضخمة من محاربة الفساد إلى
رفع نسبة النمو و القضاء على الفقر و محاربة الأمية , فتنتهي بمحاربة – الميكا - .
خلاصة القول و خير الكلام ما قل و دل فالوضع الحالي للمغرب كارثي
بكل المقاييس من ارتفاع لحجم الدين الخارجي للمملكة حيث بلغ 146,87 مليار درهم متم
شهر مارس 2016 و تأخر التعليم و مشكل الصحة و التوظيف و النقل و الريع و الفساد و
مشكل خدام الدولة و الغلاء في المعيشة و تجارة المخدرات و مشكل التهريب من باب
سبتة و مليلية و وجدة على الحدود مع الجزائر , كل هذه المشاكل هي ليست سوى نتائج
لسياسات يضعها النظام و تنشرها الأحزاب بهدف الاستمرار في استغلال هذا الوطن و
المواطن .
بقلم : سفيان نكاد
المصادر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق